السيد حسن البجنوردي
مرات العرض: «4473» حفظ الصورة تكبير الصورة
آية الله العظمى المحقق السيد حسن الموسوي البجنوردي قدس سره
( 1310 هـ ـ 1395 هـ )

اسمه ونسبه :
وُلد السيّد حسن بن السيد علي أصغر الموسوي البجنوردي عام 1310 هـ. في مدينة بجنورد في إيران وينتهي نسبه إلى السيّد إبراهيم المجاب من أحفاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
دراسته :
أنهى السيّد البجنوردي دراسته الابتدائية في بجنورد، ثمّ انتقل إلى مدينة مشهد وبقي ثلاث عشرة سنة، ودرس آداب اللغة العربية عند الشيخ عبد الجواد المعروف ب‍الأديب النيشابوري الأول، ودرس الفلسفة والتفسير عند الشيخ فاضل الخراساني، وآقا بزرك الشهيدي، ودرس الأصول عند آية الله الشيخ محمّد آغا زاده الكفائي الخرساني وهو ابن صاحب الكفاية الشيخ محمّد كاظم الخراساني، ودرس الفقه عند آية الله العظمى السيّد حسين الطباطبائي القمّي، وبعد ذلك صار من أساتذة حوزة مشهد المقدسة المعروفين بتدريس الفلسفة والأصول.

وفي سنة 1340 هـ سافر إلى النجف الأشرف لإكمال دراساته العليا، فحضر عند آية الله العظمى المحقق الشيخ ضياء الدين العراقي، و آية الله العظمى المحقق الميرزا محمّد حسين النائيني، ويعبّر عن الأول بأستاذنا المحقق وعن الثاني بشيخنا الأستاذ، وكذلك حضر عند مرجع عصره الفقيه الجليل آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني.
وبعد وفاة آغا ضياء العراقي شرع بتدريس الخارج في الأصول وبعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني شرع بتدريس خارج الفقه.

من تلامذته :
كان قدس سره يلقي دروسه باللغة العربية، وحضر لديه كثير من الأعلام منهم:
آية الله السيّد يوسف الحكيم، آية الله السيد محمد علي الحكيم، آية الله الشيخ جواد آل راضي، آية الله الشيخ محمّد طاهر آل راضي(صاحب شرح الكفاية)، آية الله الشيخ محمّد رضا المظفر، آية الله السيّد مرتضى النجومي، آية الله الشيخ شمس الدين الواعظي، آية الله الشيخ علي آزاد القزويني، آية الله الشيخ مصطفى الهرندي، آية الله السيد أحمد المددي، آية الله الشيخ المحمدي البامياني.

مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
القواعد الفقهية في سبع مجلدات وهو من أفضل ما كُتب في مجاله وذلك لشمولية مباحثه واستيعابه لمعظم القواعد سنداً ودلالة ومقارنة، وأصبح هذا الكتاب محط نظر كل من كتب في القواعد الفقهية من بعده.
منتهى الأصول في مجلدين ضخمين - حاشية على العروة الوثقى ـ ذخيرة المعاد ـ شرح على كتاب الأسفار تحت عنوان(قولنا في الحكمة).

صفاته:
كان السيد البجنوردي مضافاً إلى تضلعه في الفقه والأصول، معروفاً بسعة إطلاعه في العلوم الأخرى، مثل آداب اللغة والفلسفة والعلوم الجغرافية والتاريخية، وكان قوي الحافظة شديد الذكاء، يقول ابنه السيد محمد البجنوردي: إن والدي كان يحفظ القرآن ونهج البلاغة والصحيفة السجادية والمعلقات السبع ومقامات الحريري ومثنوي وشاهنامه فردوسي وكلستان سعدي وديوان حافظ وجامي وشبستري، وكان يقول: كل قصيدة إذا قرأتها مرتين حفظتها.

وفي هذا الصدد ينقل الشيخ علي آل محسن حفظه الله أنه سمع من سماحة آية الله الشيخ محيي الدين المامقاني قدس سره أن مجلساً في النجف الأشرف ضمَّ الميرزا حسن البجنوردي والشيخ محمد رضا المظفر، فاتفقا على عمل مساجلة شعرية، فقال الشيخ المظفر: بشرط أن تكون الأبيات من الشعر الجاهلي، فقال السيد البجنوردي: الشعر الجاهلي كثير، وهذا يجعل المساجلة تطول أياماً، ولكن لنجعل المساجلة في شعر الشاعرات الجاهليات الأبكار فقط.
فوافق الشيخ المظفر، ودامت المساجلة أربع ساعات ! انتهت بفوز السيد البجنوردي، فكانت هذه المساجلة حديث الساعة في مجالس النجف الأشرف.

أما في جانبه العبادي والسلوكي فقد كان من أهل التهجد، والتالين لكتاب الله الكريم، وكان من عادته أنه يتلو أربعة أجزاء من القرآن في كل يوم، جزئين قبل صلاة الفجر وجزئين قبل الغروب، وكان يستيقظ قبل صلاة الفجر بساعتين ونصف فيقرأ جزئي القرآن ويطالع ساعة ثم يشتغل بصلاة الليل.

قال تلميذه الحجة السيد محمد حسين الجلالي: كان رحمه الله حميماً أبيّاً عفيفاً إماماً مشاركاً، لا تأخذه في الله لومة لائم، بعيداً عن مغريات الحياة، مهتماً بإعداد الجيل الجامع بين العلم والعمل، والمعقول والمنقول، وكان على جانب رفيع في الأدب المخضرم، مشاركاً في العلوم، وكان رحمه الله يوصي دائماً بالتأليف وعدم الاعتماد على الذاكرة، ويتأسف أنه في شبابه لم يلتزم بذلك... وأوصاني بالاستمرار بالكتابة وعدم الاجتماع بإخوان المكاشرة... وبالجملة: فقد كان رحمه الله على جانب عظيم من العلم والتقى.

وفاته :
مرض السيد البجنوردي في آخر حياته وأُدخل المستشفى وقد كان سماحة آية الله الشيخ علي آزاد القزويني المرافق له في المستشفى للسهر على عنايته، وبعد أسبوع عرجت روحه الطاهرة إلى باريها، وكان ذلك في العشرين من جمادى الثاني سنة 1395 هـ بمستشفى حي السعد في مدينة النجف الأشرف، وقد مات ولم يكن عنده من المال ما يفي لتسديد نفقات المستشفى، وبعد وصول خبر وفاته إلى السيد الخوئي قدس سره سارع بالذهاب إلى المستشفى ودخل الغرفة التي يوجد فيها الجثمان الطاهر فلما رآه وضع يده على ظهر وقال: (كمر من وكمر حوزه نجف شكست)، أي: لقد انكسر ظهري وظهر الحوزة العلمية في النجف.
وبعد إتمام مراسم الغسل والتشييع دُفن السيد البجنوردي في الصحن الحيدري الشريف في غرفة رقم 26.

وقد أرّخ وفاته السيد موسى بحر العلوم بقوله:

قواعد الفقه بقت قائمة --- آثارها على مرور الزمنِ
لم يبلها الدهر لأنها على --- أساس منتهى الأصول مبتني
قد أصبحت بعد أبي مهديها --- موارد العقول ورد الألسنِ
فقلت لما أن قضى مؤرخاً --- (راح وتبقى حسنات الحسنِ)


المحقق الميرزا محمد حسين الغروي النائيني
صورة نادرة تجمع عدة من كبار فقهاء قم المقدسة والنجف الأشرف