صورة نادرة تجمع عدة من كبار فقهاء قم المقدسة والنجف الأشرف
مرات العرض: «5746» حفظ الصورة تكبير الصورة
صورة نادرة تعود إلى حوالي خمسين سنة تجمع أربعة من فقهاء ومراجع قم المقدسة والنجف الأشرف، وهم بحسب الترقيم:
1-السيد محمد اليزدي المحقق الداماد.
2-السيد أحمد الخوانساري.
3-السيد أبو القاسم الخوئي
4-السيد نصر الله المستنبط.

ولكون السيد الخوئي أعرف من أن يعرّف ، كيف! وهو مرجع الطائفة وزعيم الحوزة العلمية وأستاذ الفقهاء والمجتهدين، فإننا سنعرّف بقية الحاضرين.

آية الله العظمى السيّد محمّد اليزدي، المعروف بالمحقّق الداماد(قدس سره)
(1325هـ – 1388 هـ)

هو السيّد محمّد الموسوي اليزدي المعروف بالمحقّق الداماد؛ والداماد باللغة الفارسية تعني الصهر، وقد عُرف بذلك لمصاهرته مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري قدس سره.
ولد السيد الداماد عام 1325ﻫ وقيل: 1323هـ، بدأ (قدس سره) بدراسة المقدّمات في بلدته، ثمّ سافر إلى مدينة يزد لإكمال دراسته، ثمّ سافر إلى حوزة مدينة قم المقدّسة عام 1341ﻫ، التي كانت في طور التشكيل آنذاك، فدرس عند أساتذتها المعروفين، ومنهم الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، السيّد محمّد الحجّة الكوهكمري، السيّد محمّد تقي الخونساري، وغيرهم، وكان في أثناء دراسته يتباحث مع بعض زملائه كالسيد الخميني رحمه الله في بعض حجرات المدرسة الفيضية.

تدريسه
بعد وفاة أستاذه الشيخ الحائري اجتمع حوله عدة من الأفاضل، وازدادوا مع مرور الأيام، حتى حضر لديه الكثير من الفضلاء والعلماء لما عُرف به من دقة النظر حتى نقل بعض طلابه: أنه ما كان في حوزة قم آنذاك بحث في الأصول أدق وأجود من بحثه، ومن طلابه:
الشيخ حسين علي المنتظري، الشيخ مرتضى المطهّري، الشيخ مرتضى الحائري اليزدي، السيّد موسى الشبيري الزنجاني وهو من أبرز طلابه وقد لازمه 21 سنة، السيد محمد علي الأبطحي وقد كان السيد الأبطحي يقدّم السيد الداماد على جميع أقرانه من مدرسي الخارج في حوزة قم المقدسة، الشيخ علي أصغر الأحمدي الشاهرودي، نجله السيّد علي المحقّق الداماد، السيّد مصطفى الخميني، الشيخ عبد الله الجوادي الآملي، السيّد محمّد حسن اللنكرودي، الشيخ محمّد المؤمن القمّي، السيد محمد مفتي الشيعة، السيّد موسى الصدر، السيّد عبد الكريم الأردبيلي.

من صفاته وأخلاقه
ذكر بعض المؤلفين أنه قدس سره: كان صريحاً في كلامه، لا تأخذه في الله لومة لائم، حَسَن المعشر، يمتلك قلباً عطوفاً رحيماً، ولكلامه وَقعٌ كبير في نفوس سامعيه، حتّى أنّ الكثير من الذين كانوا يحضرون مجالسه في الوعظ والإرشاد وعلى الأخص مجالس الإمام الحسين عليه السلام وذكر مصائبه، كانوا يبكون لمجرّد سماعهم كلامه المؤثّر.
كان زاهداً في دنياه، يعيش حياة بسيطة، بعيدة عن أيّ شكل من أشكال الترف والأُبّهة الفارغة، وكان لا يهتمّ بالمناصب والرئاسة، متواضعاً للجميع.
كان كثير المطالعة، حتّى عُدّ من أكثر المطالعين للكتب من بين علماء الحوزة العلمية في قم المقدّسة، وكان يهتمّ بطلّابه اهتماماً كبيراً ويحترمهم ويعطف عليهم كما يعطف الأب الحنون على أولاده.

من تقريرات بحثه المطبوعة
- كتاب الصلاة (3 مجلدات).
-كتاب الحجّ (3 مجلدات) .
-كتاب الخمس
وهذه الثلاثة من تقرير الشيخ الجوادي الآملي.
-المحاضرات في علم الأصول (3 مجلدات)، تقريرات بحثه كتبها السيّد جلال الدين الطاهري الأصفهاني.

وفاته
أُصيب بسكتة قلبية تُوفّي على إثرها في الثاني من ذي الحجّة 1388ﻫ، ودُفن بالصحن الشريف للسيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام) في قم المقدّسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آية الله العظمى السيد أحمد الموسوي الخونساري(قدس سره)
(1309هـ-1405هـ)

ولادته و نشأته:
ولد السيد أحمد الخونساري في 18محرّم سنة 1309 هـ في مدينة خونسار في عائلة متدينة، وكان والده المرحوم السيد يوسف من الفضلاء، وينتهي نسب العائلة إلى الإمام الكاظم عليه السلام بثلاثين عقباً.

دراسته وأساتذته:
درس في خونسار بعضاً من المقدمات والسطوح والرياضيات، وذلك عند علمائها المعروفين، ثم التحق بحوزة أصفهان التي كانت من الحوزات المشهورة آنذاك لغرض إكمال دراسته، وأخذ يحضر دروس البحث الخارج في الفقه والأصول لآية الله مير محمد صادق الأصفهاني وغيره.
وبعد ذلك هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1329هـ أو قبلها لإكمال دراسته عند أساتذتها المشهورين فحضر عند آية الله العظمى المحقق الآخوند الخراساني قليلاً، وحضر بحوث آية الله العظمى الفقيه المحقق السيد محمد كاظم اليزدي، وكذلك آية الله العظمى آغا ضياء الدين العراقي إلى سنة 1335 هـ حيث عاد إلى إيران وذهب إلى أراك، وأخذ يحضر دروس آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري.
وحينما ذهب الشيخ الحائري إلى قم المقدسة وأخذ يرتب كيان الحوزة فيها، بقي السيد الخونساري في أراك يقيم صلاة الجماعة التي كان يقيمها الشيخ الحائري ويؤدي الوظائف الدينية التي كان الشيخ الحائري يؤديها.
ولكن كانت هناك حاجة ماسة للحوزة العلمية في قم المقدسة لأمثال السيد الخونساري، فجاء إلى قم المقدسة وأقام فيها، وبعد مرور شهرين فوّض إليه الشيخ الحائري إقامة صلاة الجماعة التي كان يُقيمها في المدرسة الفيضية.
وشرع بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول، وأصبح بعد ذلك من الأساتذة المرموقين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، وبالإضافة إلى ذلك فقد درّس السيد الخونساري الفلسفة.

هجرته إلى طهران:
بعد وفاة آية الله السيد يحيى الخاتون آبادي إمام جماعة مسجد ( السيد عزيز الله ) في طهران سنة 1370هـ، قام آية الله العظمى السيد البروجردي بإرساله إلى طهران ليحلّ مكان السيد الخاتون آبادي، وفور وصوله قام بأداء وظائفه الدينية وإلقاء دروس الخارج في المسجد المذكور واستمر على ذلك حتى آخر عمره الشريف.

قالوا فيه:
-قال فيه آية الله العظمى السيد الكلبايكاني: بقية السلف وأسوة الفضائل والتقوى وفقيه أهل البيت عليهم السلام .... وقد قضى أكثر من نصف قرن في العلم والتقوى ومخالفة الهوى وطاعة المولى والعزوف عن الدنيا والانقطاع إلى الله والتدريس والتأليف والعبادة والتواضع.
-سأل بعض الأشخاص أحد المراجع عن عدالة السيد الخونساري، فتعجب منهم وقال: تسألوني عن عدالته! سلوني عن عصمته.

مؤلفاته المطبوعة:
جامع المدارك في شرح المختصر النافع سبعة مجلدات في الفقه الاستدلالي وهو من الكتب القيّمة التي جمعت بين الدقة والإختصار، العقائد الحقة في علم الكلام، حاشية على العروة الوثقى، رسالة عملية باللغتين العربية والفارسية، رسالة في مناسك الحج.

وفاته:
انتقل إلى رحمة الله تعالى على أثر مرض ألمَّ به لم يمهله طويلاً، وذلك يوم السبت الموافق 27 ربيع الثاني عام 1405 هـ في طهران، بعد أن قضى ستة وتسعين عاماً في خدمة العلم والدين، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مدينة قم المقدسة، حيث أُجري له تشييع مهيب شارك فيه العلماء الأعلام والفضلاء وشرائح مختلفة من المجتمع، وصلى عليه السيد الكلبايكاني قدس سره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


آية الله العظمى الشهيد السيد نصر الله المستنبط (1327هـ - 1406هـ)

هو السيد نصرالله بن رضي بن أحمد بن نصرالله الموسوي التبريزي الشهير بـ ( المستنبط ) عالم مجتهد مدرّس .
ولد في تبريز سنة 1327 هـ ونشأ بها . قرأ المقدمات الأوّليـة والسطوح على علماء تبريز ، ثم هاجر إلى قم سنة 1347 هـ و مكث بها سنين حضر خلالها الفقه على مؤسس الحوزة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري، والأصول على آية الله العظمى السيد محمد الحجّة الكوهكمري حتى أُجيز منهما بالاجتهاد.
وفي سنة 1353 هـ هاجر إلى النجف و حضر الأبحاث العالية في الفقه على مرجع الطائفة السيد أبو الحسن الاصفهاني، والأصول على المحقق الكبير آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي.
استقل بالبحث والتدريس فتخرّج عليه جمع من اهل العلم والفضل ، وكان إمام الجماعة في مسجد ( البهبهاني )، وربما ناب عن السيد الخوئي في إمامة الجماعة إذا تغيّب .

مؤلفاته :
الاجتهاد و التقليد، تعليقة العروة الوثقى، ذخيرة المعاد – رسالة العملية، رسالة لاضرر ولا ضرار، معارف الاسلام في اصول العقائد. وغيرها .
استشهد مسموماً بالنجف الأشرف 18 ربيع الآخر سنة 1406 و دفن بالصحن الشريف بحجرة رقم 31 .



السيد حسن البجنوردي
الشيخ مصطفى الأشرفي الشاهرودي