سماحة آية الله الشيخ الميرزا جعفر الغروي النائيني دام ظله

وُلد سنة 1362هـ في النجف الأشرف، ونشأ بها في أسرة علمية معروفة، حيث إن جدّه هو علَم المحققين وشيخ الفقهاء والمجتهدين آية الله العظمى الميرزا محمد حسين الغروي النائيني قدس سره، ووالده سماحة آية الله المقدّس الميرزا علي النائيني قدس سره والذي تحدّث عنه الشيخ الأميني في معجمه فقال: (عالم عامل كامل جليل مجتهد فاضل محقق متتبع، من أهل الفضل والكمال، متعفف عن الناس قليل المعاشرة، مجدٌّ في البحث والتحصيل يتمتع في الأوساط العلمية بحسن الذكر والفضل والتبجيل..إلخ).

ابتدأ الشيخ جعفر النائيني دراسته الحوزوية في سن مبكرة، فحضر مقدمات العلوم وسطوحها على يد أفاضل الأساتذة في النجف الأشرف، ثم درس الرسائل والمكاسب على يده والده قدس سره، ودرس الكفاية عند الأستاذ الشهير آية الله الشيخ صدرا البادكوبي قدس سره.
وفي سن العشرين من عمره حضر البحث الخارج وذلك سنة 1382هـ لدى نخبة من فطاحل الحوزة العلمية، وهم:

1-مرجع الطائفة فقيه عصره آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدس سره (1390هـ) مدة خمس سنوات حضر فيها مباحث الشركة والإجارة والنكاح وغيرها.
2-المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمود الحسيني الشاهرودي قدس سره(1394هـ) عدة سنوات في كتاب الحج.
3-المحقق المدقق أستاذ الفقهاء سماحة آية الله الشيخ حسين الحلي قدس سره(1394هـ) مدةً من الزمن.
4- سماحة آية الله المحقق الميرزا محمد باقر الزنجاني أعلى الله مقامه(1394هـ) أصولاً مدة 12 سنة فكان حضوره في الأصول دروة ونصف لأن مدة دورته كانت 8 سنوات، وفي الفقه حضر عنده مدة عشر سنوات وأخذ عنده كتاب الطهارة ومقداراً من كتاب النكاح.
5- أستاذ الفقهاء والمجتهدين زعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره (1413هـ) حضر بحثه في الأصول مدةً ليست بالطويلة، وحضر بحثه الفقهي أكثر من 25 سنة، حيث حضر من أوائل كتاب الصلاة سنة 1384هـ إلى آخر المباحث الفقهية سنة 1410هـ.

وإلى جانب حضوره لدى الأعلام وتقريره لدروسهم الشريفة اشتغل بالتدريس، وكتابة بعض الأبحاث في الفقه والأصول والتفسير، بالإضافة إلى كونه أحد أعضاء لجنة الاستفتاء للسيد الخوئي في السنوات الأخيرة من حياته قدس سره، والجدير بالذكر أن الشيخ جعفر النائيني هو صهر السيد الخوئي قدس سره.

انتقل إلى قم المقدسة حوالي سنة 1415هـ بسبب الظروف الأمنية، وذلك بعد مقتل نجل السيد الخوئي حجة الإسلام السيد محمد تقي على يد النظام البعثي، وعند وصوله ابتدأ بتدريس خارج الأصول وبعد أن أكمل دورة كاملة استغرقت سنوات طويلة، شرع في عام 1437هـ بخارج البيع.

من أعماله المطبوعة:

-تحقيق وشرح لرسالة (الصلاة في المشكوك) لجدّه المحقق النائيني، وهذه الرسالة من أعمق ما كُتب في هذه المسألة الشائكة والتي يصفها المحقق السيد الخوئي بأنها: (من عويصات مسائل الفقه، مبتنية على أصول ومبانٍ مهمة، تضاربت فيها أنظار العلماء ولقد عادت حلبةً لسباق التحقيق ومجالاً لفرسانه) وقد وصف المحقق الكاظمي الخراساني رسالة المحقق النائيني بأنها حوت (من الكنوز والنفائس العلمية التي لم تصل إليها أفهام أولي الألباب وكانت تحت الخبا)، وقد قام الشيخ جعفر النائيني - إضافة إلى تحقيق رسالة جدّه - بـ إيضاح مطالبها وفكّ عبائرها وكشف رموزها وحلّ معضلاتها، كما أنه تطرّق في بعض الموارد إلى إشكالات السيد الخوئي على أستاذه وردّها. والكتاب من نشر مؤسسة آل البيت سنة 1418هـ.

- تحقيق وإخراج مجموع الفتاوى التي أجاب عنها جده المحقق النائيني قدس سره والكتاب يقع في ثلاث مجلدات، وقد شرحَ قسم العبادات منه، فأوضح ما يحتاج إلى إيضاح وأشار في المسائل الخلافية إلى ما هو مدرك للفتوى والاحتياط، وذلك بمراجعة مباني المحقق النائيني الفقهية والأصولية.
وتحتوي هذه المجموعة على أكثر من 2100 سؤال مع جوابه، وقد استنسخها الشيخ حسين الحلي رحمه الله، ومما تمتاز به هذه المجموعة أن بعض هذه الأسئلة كانت توجه من قبل كبار العلماء والمجتهدين من إيران والعراق وغيرهما، فكانت الإجابة تناسب شأن السائل من الإشارة إلى مدرك الفتوى ودليلها، بل حتى تفصيل ذلك في بعض الموارد، فالكتاب مفيدٌ لأهل الفضل والعلم، خصوصاً أنه يحتوي على إجابات بنحو من التفصيل في أبواب لم يبحثها المحقق النائيني في ضمن دروسه، كما أنها احتوت في ختامها على مسائل في العقيدة رشحت منها روح الولاء لمحمد وآل محمد عليهم السلام والمعرفة بهم.

-تحقيق وتصحيح كتاب وسيلة النجاة لجده المحقق النائيني، وهي متن فقهي جليل يبرهن على تبحّرٍ في الفقه، أُنجز منه مسائل الاحتياط والتقليد، وكتاب الطهارة، وكتاب الصلاة إلى صلاة العيدين، طُبع في سنة 1439هـ.
كما اشتمل هذا المجلد على إضافة ثلاث رسائل أصولية للمحقق النائيني وهي:
- رسالة في الترتب
-رسالة في المعاني الحرفية
-رسالة في التعبدي والتوصلي.

كتبها: محمد جعفر الزاكي.