نصائح لإحدى الأخوات المؤمنات

 

س: أتمنى أن ترشدوني لما فيه صلاحي وما فيه الخير لي.

ج: لقد أوضحت في الجوابات المتقدمة ما يجب عليك فعله، فإنك إن فعلت ما قلته لك نجوت إن شاء الله تعالى.

وأحب أن ألفت نظرك الكريم إلى ضرورة إتقان الوضوء والغسل، فلا تظني أنك تعرفيهما بل عليك أن تتأكدي من ذلك جيداً، فإن صحة صلاتك وصومك مترتبة على معرفتهما بالصورة الصحيحة، وكذا عليك أن تتعلمي أحكام الدماء الثلاثة، فإنها محل ابتلاء بالنسبة للنساء ..

ويجب عليك معرفة أحكام الطهارة والنجاسة، فيجب عليك أن تتعلمي كيفية تطهير ملابسك بالصورة الصحيحة، لتصح صلاتك في ثياب طاهرة. وكذا ما يرتبط بتطهير فرشك وما في البيت ..

وعليك أن تتقني صلاتك فإنها عمود الدين، وأن تحترزي عن أن تأكلي حراماً أو طعاماً مشبوهاً، فإن أكثر الناس أصابهم البلاء من هذه الناحية.

واعلمي أيتها الأخت المؤمنة أن كل التزام فيه صعوبة وكلفة، ولهذا سمّيت الواجبات تكاليف، لما فيها من الكلفة على النفس، وورد في الخبر أن الجنة حُفَّت بالمكاره ، وأن النار حفت بالشهوات.. فلا تترددي في عمل الخير لأنه صعب، ولا تنساقي في اتباع الشهوات، لأن الشهوات تذهب لذتها وتبقى تبعتها..

وانظري إلى الماضين، واتخذيهم لك عبرة قبل أن تكوني عبرة لغيرك، فإن الماضين تحاربوا على الدنيا، فارتكبوا المحرمات وفعلوا الموبقات، ولكنهم تركوا الدنيا التي تحاربوا عليها لغيرهم، ولم تدُم لهم... وبقيت الرحمات للمطيعين واللعنات للعاصين.