أليس في اتباع الأنبياء تعطيل للعقل؟

ج: بل الأمر بالعكس، فإن في اتباع الأنبياء إعمالاً للعقل، لأن الأنبياء أثبتوا نبوّاتهم بالمعجزات، فلو طرحنا تلك المعجزات لطرحنا حكم العقول بأنهم أنبياء.

ثم إن الأنبياء وافقوا العقول في دعوتهم، وسفهوا أحلام عبدة الأصنام الذين لا يعقلون، ولهذا ورد الحث في القرآن الكريم على اتباع العقل دون الآباء والأجداد، فقال سبحانه وتعالى ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) [38/29]، وقال ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) [7/184]. وقال سبحانه ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ) [2/170].

نعم ليس كل ما جاء به الأنبياء تدركه عقولنا وإلا لما احتجنا إليهم، فإن العقل لا يزال عاجزاً عن إدراك أو تفسير كثير من الظواهر الكونية وغيرها، وعجزه عن ذلك لا يعني أن تلك الظواهر تخالف العقل، فلا يعني عجز الإنسان عن إدراك ملاكات الأحكام وعلل الشريعة أنها تخالف العقل.