هل نحن مقصرون في معرفة لواجبات الشرعية إلى هذا الحد؟

 

امع قرب موسم الحج في كل عام تظهر عند العازمين للحج حالة من الاهتمام بتعلم أحكام الحج، ومعرفة الكيفية الصحيحة للوضوء والغسل والقراءة وغيرها، وهي بادرة طيبة محمودة نشكر الله عليها، ونسأل الله أن ينعم علينا بدوامها.

إلا أن الملاحظ في كل عام أننا عندما نحاول التأكد من معرفة الحجاج للوضوء والغسل والقراءة الصحيحة للفاتحة والسورة وباقي الأذكار الواجبة للصلاة، نجد أن كثيراً من الناس يخطؤون في الوضوء مثلاً أخطاء كثيرة ومبطلة، ويقرؤون الفاتحة والسورة بصورة غير صحيحة، وهو أمر غير متوقع في مجتمعنا الذي تقلصت فيه حالة الأمية إلى حدها الأدنى، وتيسرت فيه سبل الثقافة في شتى مجالات المعرفة، ولا سيما أن مجتمعنا كما هو معلوم يزخر بالعلماء وطلبة العلوم الدينية الذين يبذلون جهوداً مضنية من أجل إرشاد الناس وتعليمهم الأحكام الشرعية وغيرها.

ومن المؤسف أننا لاحظنا أنه لم يسلم من الوقوع في الأخطاء التي أشرت إليها كثير من المتعلمين والمثقفين الذين لم نكن نتوقع جهلهم بهذه المسائل البسيطة.

إن كثيراً منا يظن أن كيفية الوضوء لا تحتاج إلى أي اهتمام أو عناية زائدة، لأنها بسيطة وبديهية، وأن تعليم الآباء والأمهات كاف في معرفة الوضوء بطريقته الصحيحة، إلا أن هذا الظن خاطئ يكذبه العيان المشاهد في الذين نختبرهم لمعرفة صحة وضوئهم، والوضوء وإن كان سهلاً بسيطاً، إلا أنه يحتاج من المؤمن إلى تعلم وإتقان لا أكثر.

إن هذه الظاهرة في الواقع إنما نشأت من التهاون في تعلم الأحكام الشرعية وعدم العناية بإتقان الوظائف الشرعية في هذا الجانب وغيره، حتى الواجبات التي نكررها في اليوم والليلة عدة مرات، وكثيرا ما كنت أتساءل فأقول: هل بلغ بنا التهاون في معرفة الواجبات الشرعية إلى هذه الدرجة المفرطة؟

من الواضح أن الوقوع في الأخطاء المبطلة للوضوء يستلزم أموراً عظيمة قد غفل عنها الكثير، منها فساد الصلاة والحج والعمرة، وهذا يترتب على ذلك وجوب قضاء سنين كثيرة، والمبادرة إلى تصحيح العمرة أو قضاء الحج في السنة القابلة.

ومن خلال هذه الزاوية أدعو كافة المؤمنين والمؤمنات إلى بذل شيء من الاهتمام بتعلم واجباتهم الدينية ووظائفهم الشرعية، قبل أن يفاجأهم الموت حيث لا ينفع الندم، ولا يمكنهم المبادرة إلى تدارك شيء من أعمالهم الباطلة.