عوامل ضعف العمل الاجتماعي

 

كثير من الأعمال الاجتماعية المهمة لا يتيسر القيام بها من دون مساعدة الآخرين، لأنها عادة ما تكون ذات جهات متعددة، وتحتاج إلى تخصصات مختلفة لا يجمعها شخص واحد مهما أوتي من النبوغ وتعدد الملكات والمواهب، ولهذا كانت الحاجة ماسة إلى تضافر الجهود الخيرة المثمرة من أجل إنجاح كثير من الأعمال الاجتماعية التي يحتاج إليها أبناء بلدنا.

ومع أن الأعمال الاجتماعية في بلادنا كثيرة، والجهود المبذولة لإنجاحها عظيمة، إلا أن الطاقات والمواهب المتوفرة في شبابنا أكثر مما نراه بكثير، ولكنها معطلة، ولا يستفاد منها في الساحة الاجتماعية، وهذا ما أضعف العمل الاجتماعي، ويمكن أن نلخص أهم الأسباب وراء غياب كثير من الطاقات عن الساحة الاجتماعية في عدة نقاط:

1-   عدم التفات بعض الطاقات الخلاقة إلى أهمية العمل الجماعي والاجتماعي، ولهذا نجد أن كثيراً من الأعمال تنجز بجهود فردية، فلا تكون بالمستوى المطلوب.

2-   عدم شعور بعضهم بالمسؤولية تجاه المجتمع، فلا يرى الموهوب أنه مسؤول تجاه مجتمعه، ولا يرى أنه ينبغي له أن يبذل شيئاً من عنايته واهتمامه ووقته، إلا إذا كان ذلك يصب في مصلحته الشخصية.

3-   حصر كثير من الأعمال الاجتماعية في أطر ضيقة، كالتوجهات ونحوها، ولهذا نجد بعض  الموهوبين لا يتحرك في أي عمل اجتماعي إلا إذا كان معنوناً بالاتجاه الذي ينتمي إليه، وإن كانت فائدة العمل الاجتماعي عامة، وتستفيد منها شريحة كبيرة من أفراد مجتمعنا.

4-   عقدة الخجل التي زُرعت في نفوس كثير من الموهوبين والتي جعلتهم لا يخوضون عباب مجتمعهم، فلذلك يحجمون لعدم شجاعتهم في مواجهة الجمهور.

5-   الخوف من الفشل، ولهذا يدخر الموهوب موهبته لنفسه، ويغيبها بين جدران بيته، راضياً قانعاً، خوفا من أن يفشل في مسعاه.

6-   الخوف من النقد، فإن كثيراً من الموهوبين يشعرون بالإحباط عندما يواجَهون بالنقد والتغليط.

7-   أن كثيراً من الموهوبين يبذلون كل أوقاتهم في العمل الاجتماعي، من دون أن يكافؤوا على بعض أعمالهم بمكافآت رمزية تشجيعية، وهذا يجعل حماس الموهوب يفتر بعد مدة من الزمن.

8-   استهلاك طاقات المبدعين بأعمال كثيرة، فإنا قد وجدنا كثيراً من الموهوبين قد بُعثرت طاقاتهم بأعمال كثيرة من جهات متعددة، فلا يستطيع أن يبدع في مجال واحد، لأن المطلوب منه لا يجعله يفكر في الإبداع، بقدر ما يجعله يفكر في إنجاز ما أنيط به من مسؤوليات.

وهناك أسباب أخرى غيرها.

والمهم في هذا الصدد هو العمل على تنشيط طاقات الشباب الكامنة، وجعلها عناصر فعالة في المجتمع، وإخراجها من كل ما ضرب عليها من الأطر الضيقة والقماقم الخانقة، والتفكير الجاد في سبل المحافظة على استمرارها في العطاء والعمل الاجتماعي.