- الانتخابات البلدية.. هل نجحنا فيها؟

- الانتخابات البلدية.. هل نجحنا فيها؟

في أول تجربة للمواطن السعودي في الانتخابات البلدية في منطقتنا خرجنا منها بعدة ملاحظات:

1-      أن الانتخابات التي كان ينبغي أن تكون مثالا حسناً على ممارسة الديمقراطية الصحيحة، من أجل أن ينتخب المواطن من يراه الأكفأ بعيداً عن التوجهات والتيارات والتكتلات، صارت سببا لبروز التكتلات والتوجهات التي كنا نظن أنها قد اختفت من مجتمعنا أو كادت أن تختفي. وكان بإمكان كل توجه أن يبرهن على تجاوز الأطر الضيقة إلى الإطار الأوسع، وهو العمل من أجل الصالح العام للوطن والمواطن.

2-      أن بعض المرشحين اتخذ طلبة العلم وسيلة إعلامية لدعم برنامجه الانتخابي ولكسب الأصوات، وكان اللائق بطلبة العلم ألا يرضوا لأنفسهم أن يكونوا وسائل يستفيد منها أي مرشح على حساب الآخرين، حتى يعبر كل مواطن عن رأيه هو لا عن آراء الآخرين.

3-      أن بعض المرشحين قد أنفق مبالغ طائلة خلال حملته الانتخابية. ونحن نتساءل فنقول: إذا كانت الغاية من الترشح في المجالس البلدية هي العمل من أجل صالح الوطن والمواطن من دون أن يكون الهدف الآساس هو تحقيق الكسب المادي والمعنوي، فلا ينبغي حينئذ أن يبذل كل مرشح أية مبالغ من أجل تمكينه من القيام بتلك الخدمة، لأن خدمة الوطن ليست منحصرة في الانضمام للمجالس البلدية.

4-      أن انتخابات المجالس البلدية قد فتحت الباب أمام بعض المغمورين الذين لا يعرف لهم أي نشاط اجتماعي أو علمي من أجل تحقيق الشهرة بترشيح أنفسهم لهذه المجالس، من دون أن تكون لهم أية أهداف في الخدمة الاجتماعية، فكان ينبغي أن تجعل ضوابط أكثر على من يترشح للمجالس البلدية، لتفويت فرصة هؤلاء لتحقيق مثل هذه الأمور من خلال المجالس التي ينبغي أن يكون الهدف منها ما هو أسمى وأفضل.

ولكن بما أن هذه التجربة هي التجربة الأولى في بلادنا، فإنا نأمل أن نستفيد من هذه التجربة للخروج بنجاح في انتخابات أخرى قادمة إن شاء الله تعالى.