عندما قرأت هذا الحديث تبادر إلى ذهني عدة أسئلة:
السؤال الأول: هل هذا الحديث صحيح إلى رسول الله؟ وإذا لم يكن صحيحاً سنداً، فهل في متنه نكارة؟
السؤال الثاني: ما معنى أن يكون المسلم الموحد في الجنة حتى لو زنى وسرق؟

أما من ناحية السند فالرواية ضعيفة؛ لاشتمالها على مجموعة من المجاهيل، مثل محمد بن أحمد بن تميم السرخسي، ومحمد بن إدريس الشامي، وإسحاق بن إسرائيل، فإنهم لم يرد لهم توثيق في كتب الرجال.
كما أن في سند الرواية حريزاً أو جريراً، وعبد العزيز بن رفيع، وزيد بن وهب، وهؤلاء لم يثبت توثيقهم أيضاً.
ولا بأس بالتنبيه على أن هذه الرواية بعينها رواها أهل السنة في كتبهم، فقد أخرجها البخاري في صحيحه 7/176، ومسلم في صحيحه 2/688، عن جرير، عن عبد العزيز وهو ابن رفيع، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأما من ناحية المتن فليس في الحديث أي نكارة، وليس في الحديث ما يتنافى مع مسلَّمات الشريعة المقدسة؛ فإن من مات لا يشرك بالله تعالى يدخل الجنة إما بعد أن يعذب في قبره في عالم البرزخ على ما اقترفته يداه كما دل على ذلك خبر عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني سمعتك وأنت تقول: كل شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم؟ قال: صدقتك، كلهم والله في الجنة، قال: قلت: جعلت فداك إن الذنوب كثيرة كبار؟ فقال: أما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصي النبي، ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ. قلت: وما البرزخ؟ قال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة. (الكافي 3/242).
أو أن هذا الرجل يدخل الجنة ولكن بعد أن يدخل النار مدة، فيستوفي فيها عذابه؛ لأن الحديث لم يرد فيه أن من زنا وسرق لا يعاقب على زناه وسرقته، وأنه يدخل الجنة مباشرة بعد موته أو بعد حشره ونشره.
وعليه فالحديث لا إشكال فيه من جهة معناه، وإن كان لم يصح عندنا سنداً.
