علاج من مس بالجن
ا. ع. - العراق - 05/08/2011م
لي أحد الإخوة لديه صديق يدرس في علوم الروحانيات، وفي أحد الأيام استعار أخي أحد الكتب من هذا الصديق الخاصة بعلوم الروحانيات، ولكن بعد أيام قليلة بدأت تحصل لأخي حالات غريبة، مثلاً يستيقظ من النوم ليلاً مرعوباً، ويصرخ، ويأخذهُ شك ووسواس في الصلاة، وصارت تأخذهُ حالات نفسية غريبة، وبعد أن اكتشفنا أن هذا الشخص الذي استعار أخي منه الكتاب أن هذا الكتاب خاص بالسحر، وأن أخي أراد الإطلاع عليه لأجل التعلم كما قال الرسول صلى الله عليه وآله: (تعلموا السحر ولا تعملوا به)، وأشك أنا في صحة هذا القول الذي نسب للرسول صلى الله عليه وآله، والمهم أن هذا الشخص قال: إن أخي تعرض للمس من الجان، وأنه أخبر أخي بأن يكون محصننا قبل أن يقرأ في هذا الكتاب، ولكن أخي لم يعر اهتماما لقوله.

ونحن نشك أن هذا الشخص مسلم، فماذا يجب علينا أن نفعل وخصوصا أننا نفقد أخي شيئاً فشيئاً، فإن أخي وصلت أحواله إلى أنه يتقيأ الطعام أحياناً بعد تناوله، ولا ينفع معه علاج الأطباء، وأخذناهُ إلى بعض السادة ليقرؤوا عليه، ولم ينفع معه، ولا نريد أن يذهب إلى الدجالين ممن يطلبون الملايين، فماذا نعمل الآن، أرشدونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب

أنا غير متخصص في هذه الأمور، ولا أعرف كيف يعالج أخوك، والظاهر أن أخاك لم يقتصر فقط على قراءة الكتاب، وإنما حاول أن يمارس بعض ما في الكتاب، وحيث إنه غير متخصص، ومارس ذلك بدون نظر أستاذ متمرس، فإنه أصيب بمس من الجن.

وعليك أن تبحث عن متخصص يمكنه علاج أخيك وإزالة ما أصابه من المس بالقرآن الكريم وبالأدعية والأوراد والصدقات، ولكن الحذر الحذر من أن تقع فريسة للدجالين، فإنهم كثيرون.

وأقترح عليك ألا تعط من أراد علاج أخيك شيئا من المال إلا بعد الشفاء الكامل؛ لأن كثيرا من هؤلاء إن أعطيتهم شيئاً من المال فإنهم لن يفيدك بشيء بعد أخذ المال منك.

وأما ما ذكرت أن النبي صلى الله عليه وآله قاله، وهو: «تعلموا السحر ولا تعملوا به»، فهو حديث لم يرو في كتب الشيعة، لا بسند صحيح، ولا بسند ضعيف، وكذلك في كتب الحديث عند أهل السنة. نعم رأيته في كتاب أخبار الزمان للمسعودي، ص 17، رواه مرسلا.

وقد دلت أحاديث على حرمة تعلم السحر.

منها: موثقة إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه عليه السلام: أن عليا عليه السلام كان يقول: من تعلم من السحر شيئاً كان آخر عهده بربه، وحده القتل إلا أن يتوب. (تهذيب الأحكام 10/147).  

وقد أفتى العلماء بعدم جواز تعلم السحر بشتى أنواعه.

قال السيد الخوئي قدس سره: عمل السحر حرام، وكذا تعليمه وتعلمه والتكسب به. (منهاج الصالحين 2/9).

وهي عين عبارة الشيخ الوحيد الخراساني (منهاج الصالحين 2/12)، والشيخ محمد إسحاق الفياض (منهاج الصالحين 2/120)، والسيد محمد صادق الروحاني (منهاج الصالحين 2/20).

وقال السيد السيستاني دام ظله: عمل السحر وتعليمه وتعلمه والتكسب به حرام مطلقا وإن كان لدفع السحر على الأحوط، نعم يجوز بل يجب إذا توقفت عليه مصلحة أهم كحفظ النفس المحترمة المسحورة. (منهاج الصالحين 2/11).

بل أفتى بعض الفقهاء بعدم جواز قراءة كتب السحر ولو لمجرد الاطلاع.

فقد ورد في كتاب صراط النجاة سؤال نصه: هل يصدق على قراءة كتب السحر (لا للتطبيق، بل بدافع حب الاستطلاع فقط) تعلم السحر، فيكون حراماً؟

وأجاب السيد الخوئي قدس سره بقوله: حرام بأنواعه ودواعيه، والله العالم (صراط النجاة 2/428).

والنتيجة أن تعلم السحر كتعليمه حرام، سواء عمل به من تعلمه، أم لم يعمل به.

أسأل الله الشفاء لأخيك، وأن يجنبك ويجنبه شرور الجن ومكائد الإنس، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الشيخ علي آل محسن