احكام الاكل للمغتربين
ا. - USA - 20/03/2011م
أنا طالب في بلد غربي غير إسلامي، وحيث إني أحاول جاهداً معرفة المكونات الغذائية للمأكولات، بحيث لا تحتوي خمور أو مواد محرمة، ولكن أخبرني البعض أن معظم أنواع الخبز والآيسكريم وكثير من الأشياء يستخدم فيها مادة معينة وتسمى: mono glycerides.
وحيث إن هذه المادة بعد البحث في الإنترنت وجدت التالي:
المادة ممكن أن تصنع من مواد حيوانية أو من مواد نباتية أو مواد مركبة صناعيًّا، ولا يشار لمصدرها على جميع المنتجات.
ولا نعلم أيضاً ما هي المصادر الحيوانية إذا افترضنا أن بعضها حيواني، هل هي بقر أو غنم أو خنازير؟ ونستبعد تماماً أن تكون مذكاة، ونحن في بلد غير إسلامي.
موقع المنظمة الخاصة بالنباتيين تصرح بأن في الأغلب تستخدم مواد نباتية في تصنيعها، ولكن يشترطون على أعضائهم من النباتيين أن يحذروا من أكلها مع ذلك حتى التأكد من مصدرها.
وبعض المنتجات توجد عليها علامات تبين أن المنتج لا يحوي مكونات حيوانية، وهي علامات مخصصة للنباتيين أو لليهود، وحيث إن بعض المسلمين يستفيدون من هذه العلامات للتأكد من أن المادة المذكورة أعلاه هي نباتية المنشأ.
وهذه العلامات لا توجد بكثرة على المنتجات، وحيث إنها ليست علامات حكومية، وإنما توضع من بعض الشركات في تجاوب مع اليهود والنباتيين لتوضيح منشأ مكونات المنتج، فليس كل الشركات ملزمة بوضع هذه العلامات.
وهناك صعوبة بالغة في الاتصال بالشركات للسؤال عن المصدر، حيث إن بعضهم يرد علينا بعد فترة طويلة، والبعض لا يرد، وهناك صعوبة في مراسلة عدد كبير من الشركات للتأكد من مصدر هذه المادة.
ما الحكم الشرعي الإسلامي في هذه المسألة؟ هل يجوز لي أكلها بدون السؤال عن مصدرها؟ أم هل يجب علي التأكد من وجود علامات اليهود والنباتيين التي تدل على أنها ليست حيوانية؟
أرجو التفصيل في الحكم.
الجواب

هذه المادة التي ذكرتها ، وهي mono glycerides لا أعلم بها، ولكنك إذا علمت بوجودها في بعض المأكولات، ولم تعلم أنها مصنعة من مواد حيوانية، أو من مواد نباتية، أو مواد مركبة صناعيًّا - كما يظهر من سؤالك - فإنه يجوز لك أن تتناول تلك المأكولات المحتوية على هذه المادة.

أما إذا علمت أنها مصنعة من مواد حيوانية، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنها محرمة الأكل، لأنه يجوز أن تكون مأخوذة مما يجوز للمسلم أكله، كالمشتقات المأخوذة من حليب الأبقار مثلا، كالزبدة ونحوها، فيجوز لك حينئذ تناول تلك المأكولات المشتملة على تلك المادة.

وكذا لو علمت بأن تلك المادة مأخوذة من لحوم أو شحوم الحيوانات غير المذكاة أو أنها من أجزاء الخنزير، ولكن حصلت لها استحالة، بأن حُوِّلت صناعيًّا إلى مادة أخرى مثلا.

وببيان آخر أقول: لا يجوز لك أن تتناول المأكولات التي تحتوي على هذه المادة إذا علمت أن هذه المادة مأخوذة من لحوم أو شحوم الحيوانات التي يحرم أكلها، كالخنزير أو الذبائح غير المذكاة، وأما إذا لم تعلم بذلك، واحتملت كونها مصنعة من مواد حيوانية، أو نباتية، أو مواد مركبة صناعيًّا، جاز لك تناولها، وكذا إذا علمت أن تلك المادة حصلت لها استحالة، والله العالم.    

 

الشيخ علي آل محسن