الاحتياط في أكل لحوم المطاعم
سؤال: مع علم الجميع بقاعدة سوق المسلمين، لكن سوق المسلمين لا يخلو من اختلاط الحابل بالنابل، فما رأيكم في:
1- التثبت والسؤال عن حلية الذبائح المقدمة في المطاعم، للاحتياط؟
2- نشر هذه الثقافة من خلال صفحات الفيس بوك مثلاً لجميع المطاعم الموثقة، مما يسهل على المؤمنين الوصول إليها.
الجواب: سوق المسلمين إنما يعد أمارة على حلية الذبائح الموجودة فيه، وعلى طهارة الجلود وغيرها من أجزاء الذبيحة، إذا لم نعلم بأن كل الذبائح الموجودة فيه أو أكثرها غير مذكاة، فمتى ما علمنا بأن أكثر الذبائح التي تقدم في المطاعم مجلوبة من بلاد الغرب، وأنها غير مذكاة، فلا يجوز تناول تلك اللحوم وإن بيعت في سوق المسلمين، ولا سيما مع عدم مبالاة أكثر المسلمين بتقديم اللحوم غير المحللة.
ومن المعلوم أن أهل السنة والسلفية في بلادنا يستحلون ذبائح اليهود والنصارى، وربما يستحلون ذبائح غيرهم، فإنا رأيناهم لا يدققون في حلية ما يأكلون من ذبائح الكفار، ولهذا فإن كل مطاعمهم بحسب علمي لا تقدم الدجاج واللحوم المذكاة؛ وإنما يقدمون اللحوم المستوردة من البلاد الكافرة؛ لأنها كلها محللة عندهم، ولا سيما أنها رخيصة الثمن قياساً إلى اللحوم الطازجة التي تباع في البلاد، فليس من مصلحة أصحاب المطاعم أن يقدموا اللحوم الطازجة المذبوحة محليًّاً، وأن يتركوا اللحوم والدجاج المستورد إذا كان الجميع حلالاً بنظرهم.
وقد نقل عن كثير من أصحاب المطاعم في مكة المكرمة والمدينة المنورة أنهم يقولون: (من قال لكم إن هناك مطعماً يقدم لحوماً طازجة فلا تصدقوه).
مضافاً إلى أن بعضهم ربما يقدم لحماً فاسداً قد انتهت مدة صلاحيته، أو يطعم الناس لحوم حيوانات أخرى كما سمعنا في هذه الأيام أن بعض خطوط الطيران تقدم في وجباتها للركاب لحوم حمير، أو لحوم حيوانات نافقة، أو تقدم لحوماً انتهى تاريخ صلاحيتها.
وعليه، فينبغي التأكد من أن المطعم الذي تريد أن تأكل منه يقدم لحوماً مذكاة، والاحتياط في هذه المسألة حسن؛ لأن اللحوم غير المذكاة لها آثار طبيعية سيئة تؤثر في آكلها، سواء أكان معذوراً في الأكل أم كان متهاوناً مستخفاً غير مبال، وحال من أكل لحماً غير مذكى وهو جاهل بالحال حال من شرب خمراً اضطراراً أو لأمر يعذر فيه، فإنه يسكر حتى لو لم يكن آثماً؛ لأن السكر من الآثار الطبيعية للخمر، وبعض الناس يخلط بين حصول الآثار الطبيعية وبين تحقق الإثم، مع أنهما أمران لا يرتبط أحدهما بالآخر.