قولوا فينا ما شئتم
س. أ. ا. - 21/06/2011م
ما معنى قولهم عليهم السلام : نزهونا عن الربوبية – أو اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه - وقولوا فينا ما شئتم؟

الجواب

لم أطلع على خبر بلفظ: (نزهونا عن الربوبية، وقولوا فينا ما شئتم)، والمروي في بصائر الدرجات قولهم: (اجعلونا عبيداً مخلوقين، وقولوا فينا ما شئتم).

وفي مختصر البصائر: (اجعلوا لنا رباً نؤوب إليه، وقولوا فينا ما شئتم).

ولعل في قوله: (نزهونا عن الربوبية) إشكالاً لغويًّا، وهو أن الربوبية كمال عظيم متصف به الرب سبحانه وتعالى، والكمال العظيم لا يتنزه الإنسان عنه؛ لأن التنزه إنما يكون عن النقائص والمساوئ والعيوب، والربوبية ليست نقصاً ولا عيباً يتنزه عنه أهل البيت عليهم السلام، والإنسان مهما كمل فإنه لا يكون أهلاً للربوبية، فهناك فرق بين التنزه عن نقص، وعدم الأهلية لبلوغ كمال.

وكيف كان، فإن معنى هذا الحديث هو أن أئمة أهل البيت عليهم السلام عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، والله سبحانه وتعالى قد أسبغ عليهم من الفضائل والمناقب ما لم يسبغه على غيرهم من الناس، من الأولين والآخرين.

فمن أراد أن يذكر فضائلهم فليذكر منها ما شاء، ولكن لا ينبغي أن يأخذه الإعجاب بهم، والانبهار بما لهم من الفضل العظيم إلى الغلو فيهم، فيظن أنهم أرباب، أو يتوهم أن فيهم بعض الصفات المطلقة للرب سبحانه، بل على ذاكر فضائلهم عليهم السلام أن يعتقد بأن لهم ربا يؤوبون إليه، ويعبدونه، وأنهم عبيد مخلوقون، ثم ليذكر ما شاء من فضائلهم الثابتة لهم التي نقلها الثقات في الكتب المعروفة المشهورة، من دون حاجة أن يختلق لهم من الفضائل ما شاء، بذريعة أنه مهما ذكر لهم من الفضل فإنه لن يبلغ شأوهم، ولن يصل إلى معرفة جميع فضائلهم، فإن الكذب عليهم ولهم حرام، مضافا إلى أنهم لا يحتاجون لاختلاق الفضائل لهم، لأن ما عندهم من الفضائل الثابتة لهم كثير، لم يبلغه غيرهم. والله العالم.

الشيخ علي آل محسن