من قتل الإمام الحسين عليه السلام
م. ح. - ليبيا / طرابلس - 25/01/2011م
دعا الحسين رضي الله عنه على شيعته قائلاً: اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً (أي شيعاً وأحزاباً)، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا. (الإرشاد للمفيد: 241، إعلام الورى للطبرسي: 949، كشف الغمة 18/2و38).
الجواب

أن كلمة الإمام الحسين عليه السلام التي وردت في السؤال لم يرد فيها وصف أولئك القوم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام بأنهم شيعته حتى يقال: «إن الإمام خاطب شيعته بهذا الكلام»، وإنما خاطب الإمام عليه السلام هؤلاء القوم الذين وصفهم بأنهم شيعة آل أبي سفيان، حيث قال عليه السلام: ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون (راجع مقتل الحسين للخوارزمي 2/38. بحار الأنوار 45/51. اللهوف في قتلى الطفوف: 45).

ولم نرَ بعد التتبع في كل كلمات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وخُطَبه في القوم، واحتجاجاته عليهم، أنه وصفهم بأنهم كانوا من شيعته، أو كانوا من الموالين له أو لأبيه أمير المؤمنين عليه السلامم.

كما أنّا لم نرَ في كلمات غيره عليه السلام مَن وصفهم بأنهم كانوا من الشيعة، وهذا دليل واضح على أن هؤلاء القوم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، ولم يكونوا من مواليهم.

مضافاً إلى أن كل من تتبع ما جرى في كربلاء يرى أن القوم كانوا شديدي العداوة للحسين عليه السلام، فإنهم منعوا عنه الماء وعن أهل بيته، وقتلوه سلام الله عليه وكل أصحابه وأهل بيته، وقطعوا رؤوسهم، ورضُّوا أجسامهم الشريفة بخيولهم، وسبوا نساءهم، ونهبوا ما على النساء من حلي... وغير ذلك.

قال ابن الأثير في الكامل 4/80: ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه «مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه»، فانتدب عشرة، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي، وهو الذي سلب قميص الحسين، فبرص بعدُ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره.

وقال 4/79: وسُلِب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وهي من خز، فكان يُسمَّى بعدُ (قيس قطيفة)، وأخذ نعليه الأسود الأودي، وأخذ سيفه رجل من دارم، ومال الناس على الورس والحلل فانتهبوها، ونهبوا ثقله وما على النساء، حتى إن كانت المرأة لتنزع الثوب من ظهرها، فيؤخذ منها...
وقال: وجاء عمر بن سعد فقال: ألا لا يدخلن على هذه النسوة أحد، ولا يقتل هذا الغلام أحد، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم. قال: فوالله ما ردَّ أحد شيئاً.

وكل هذه الأفعال لا يمكن صدورها إلا من حاقد شديد العداوة، فكيف يُتعقَّل صدورها من شيعي مُحِب؟!

ونحن كتبنا مقالاً في بيان من هم قتلة الإمام الحسين عليه السلام، فمن أراده فليقرأه، وهو موجود في الموقع على هذا الرابط:

http://almohsin.org/?act=artc&id=27

الشيخ علي آل محسن