السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا لم أتابع أخبار الدكتور محمد البراك بعد المباهلة، ولم أعلم ما حصل له، ولا يخفى عليكم أنه هو الذي دعاني للمباهلة، والمباهلة لم تتم بشروطها الكاملة، لأنها لا بد أن تكون بين الطلوعين، وأن يحضر كل منا أبناءه ونساءه، وأن يمسك كل من المتباهلين بيد الآخر أثناء المباهلة، وغير ذلك، وأنا أعلم مسبقاً أنه لن يوافق على هذه الشروط، فلم أصر عليها خشية أن يتهمني بأني أريد الهروب من المباهلة كما فعل ذلك، فهي مباهلة شكلية غرضه منها هو الهروب من المناظرة التي كشفت لكل منصف أنه مبطل، وأنه منهزم .

ثم على فرض أنه لم يحصل له أي شيء، ولم تنزل عليه لعنة، فهذا لا يدل على أنه محق وأني مبطل، لأن اللعنة لم تنزل على الاثنين، فلا دلالة حينئذ على أن أحد المتباهلين مبطل، والآخر محق.

مع أن الذي ذكره بعض العلماء الأجلاء أن العذاب إنما ينزل على المبطل إذا كانت المباهلة مع نبي أو إمام معصوم، فإن اللعنة تنزل عليه عاجلاً لا محالة، وأما إذا كانت المباهلة بين مبطل ومحق غير معصوم فإن اللعنة ربما تنزل على المبطل منهما وربما لا تنزل، على حسب ما يكون في علم الله تعالى من المصلحة، والله العالم.