أكل السمك والروبيان في بلاد الغرب
ا. م. ا. - دنفر - أمريكا - 10/03/2014م
السؤال: سؤالي هو بخصوص حكم السمك والروبيان الذي يباع في السوق في بلاد الغرب (البلاد غير الإسلامية عموما). هناك كلام من بعض الناس أن هذه الأسماك يُرجّح أنها أُخرجت من البحر حيّة، أو أنها ماتت في الشباك أثناء الصيد، لكن لا أحد يستطيع الجزم بذلك. أنا كمغترب، ما هو تكليفي؟ هل يجوز لي البناء على أن ذلك الصيد يُحتمل أنه أُخرج حيّا فبالتالي أأكل منه؟ أم أنّ هذا الصيد محكومٌ بالحرمة مالم يثبت إخراجه حيّاً؟


إذا كان في المسألة خلاف، فحبّذا لو تفضّلتم علينا بذكر آراء من تعرفون من المراجع. جزاكم الله خيرا، وحفظكم من كل سوء.

الجواب

ما ذكره في هذه المسألة كل من السيد الخوئي (منهاج الصالحين2/333)، والسيد السيستاني (منهاج الصالحين 3/272)، والسيد محمد صادق الروحاني (منهاج الصالحين 2/624)، والشيخ محمد إسحاق الفياض (منهاج الصالحين 2/152)، والشيخ الوحيد الخراساني (منهاج الصالحين3/379)، والسيد محمد سعيد الحكيم (منهاج الصالحين 3/198) ما يلي:

(مسألة 1622): لا يشترط في تذكية السمك الاسلام ولا التسمية، فلو أخرجه الكافر حيًّا من الماء، أو أخذه بعد أن خرج فمات صار ذكيًّا كما في المسلم، ولا فرق في الكافر بين الكتابي وغيره.

(مسألة 1623): إذا وجد السمك في يد الكافر، ولم يعلم أنه ذكَّاه أم لا بنى على العدم، وإذا أخبره بأنه ذكاه لم يقبل خبره، وإذا وجده في يد مسلم يتصرَّف فيه بما يدل على التذكية، أو أخبر بتذكيته بنى على ذلك.

نعم، إذا علم أو اطمأن بأي نحو من الأنحاء أن الكافر أخرج السمك من الماء حيا، ثم مات السمك خارج الماء، فإنه يحل له أكله.

هذا كله بعد أن يعلم أن هذا السمك له فلس، وأما ما لا فلس له فإنه يحرم أكله سواء اصطاده المسلم أم الكافر.

وقد استفتي السيد الخوئي قدس سره في صراط النجاة 2/405، 406 وأجاب بما يفيد في هذا الموضوع، ومن تلك الاستفتاءات:  

سؤال 1253: هل يجوز أكل السمك المستورد من الدول الغير اسلامية، وكذلك إذا شك في كونه مما له فلس فهل يجوز أكله؟

الخوئي: إذا علم أنه ذو فلس حل أكله، وإذا شك كونه ذا فلس فلا يحل أكله.

التبريزي: يعلق على جوابه (قدس سره): إذا أحرز أنه أخرج حيًّا.

سؤال 1254: ما حكم أكل السمك المستورد من الدول الأجنبية الكافرة مما له فلس؟

الخوئي: يحل أكل السمك المفروض إذا علم أنه أخذ حيًّا من الماء، ثم مات خارج الماء، واطمئن بذلك كما هو الحال غالباً.

سؤال 1255: ما رأيكم في الأسماك التي تباع عند الانسان الكافر؟

الخوئي: لا بأس بما يصيده الكافر، إذا علم أو ثبت شرعاً أنه مات بعد أخذه إلى خارج مسبحه، والله العالم.

 

وعليه، فإنك في حال الشك في أن ما يباع من الأسماك والربيان في مطاعم البلاد الأمريكية هل أخرج من الماء حيا أم لا، ولم يحصل عندك علم ولا اطمئنان، ولم تعلم بأن الأسماك أو الربيان مستوردة من البلاد الإسلامية فإنه لا يحل لك أن تأكل منها، والله العالم.